من يوم القيامة:
الآن نحن أمام الله سبحانه وتعالي ..كلنا وقوف وعيوننا معلقة إلي السماء في انتظار ما يحدث..في انتظار ربنا جميعا..«ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا»..«ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم»...الشمس قريبة من الرأس لكن حرها حسب عمل كل بني آدم منهم من يصل عَرَقـُه إلي كعبيه ، ومنهم إلي ركبتيه ، ومنهم من يصل العرق إلي صرته ، ومنهم إلي أثدائهم ، ويصل العرق ببعضهم إلي فمه ، يكاد يُغرقـُه..
يوم لا ظل إلا ظله :
ويومها يفر الجميع من أهلهم حتي يود المذنب لو يفدي نفسه من عذاب يوم القيامة بأولاده وبزوجته وبأخيه وبعشيرته وبجميع من في الأرض، إلا النبي صلي الله عليه وسلم فيقول: أمتي أمتي..يذهب البشر لجميع الأنبياء لكنهم جميعا لا يستطيعون أن يشفعوا لنا عن الله سوي نبينا «محمد».
وينصب الصراط المستقيم فوق النار- المشهد مهول فعلاً- تقف الأمانة عن يمينه والرحم عن يساره ومنا من يمر كالبرق من علي الصراط ومنا بعض كالطير ومنا من يصل إلي الجنة زاحفاً علي الصراط حتي يتخلص من كل الذنوب وينجيه الله من النار.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «إن الله يستخلص رجلاً من أمتي علي رءوس الخلائق - وعند ابن ماجه: يصاح برجل من أمتي - يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً، أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يارب، فيقول: أفلك عذر؟ فقال: لا يا رب, فيقول: بل إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم. قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء»، وتوزن أعمال الكافر فيوضع كفره وسيئاته في كفة وتوضع في الكفة الأخري ما له من صلة الرحم ومواسات الناس وعتق المملوك ونحو ذلك. ويقال الناس في الآخرة ثلاث طبقات: متقون لا كبائر لهم، ومخلطون وهم الذين ارتكبوا الفواحش والكبائر، وكفار. فالمتقون تثقل موازينهم, والمخلطون فإما أن تثقل موازينهم فيدخلون الجنة وإما أن تخف فيدخلون النار ثم يخرجون بالشفاعة وأما إذا تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيكونون من أهل الأعراف. وأما الكفار فكفة الحسنات فارغة وكفة السيئات مليئة فيأمر الله تعالي بهم إلي النار، وتوزن أعمال المؤمن التقي لإظهار فضله والكافر لخزيه وذله والمخلط السيئ بالصالح فإن دخل النار فيخرج بالشفاعة.